fakta wahabi
نماذج من تأويل السلف رضي الله عنهم

إعلم أخي المسلم أن التأويل التفصيلي وإن كان عادة الخلف فقد ثبت أيضاً عن غير واحد من أئمة السلف وأكابرهم كابن عباس من الصحابة ، ومجاهد تلميذ ابن عباس من التابعين ، والإمام أحمد ممن جاء بعدهم ، وكذلك البخاري وغيره

أما ابن عباس فقد قال الحافظ ابن حجر في شرح البخاري ( فتح الباري شرح صحيح البخاري 13 / 428 )

" وأما الساق فجاء عن ابن عباس في قوله تعالى : " يوم يكشف عن ساق " سورة القلم 42 قال : عن شدة الأمر ، والعرب تقول قامت الحرب على ساق إذا اشتدت ، وجاء عن أبي موسى الأشعري في تفسيرها : عن نور عظيم ، قال ابن فورك : معناه ما يتجدد للمؤمنين من الفوائد والألطاف ، وقال المهلب : كشف الساق للمؤمنين رحمة ولغيرهم نقمة ، وقال الخطابي ( الأسماء والصفات للبيهقي ص 345 ) ومعنى قول ابن عباس : أن الله يكشف عن قدرته التي تظهر بها الشدة ، وأسند البيهقي الأثر المذكور عن ابن عباس بسندين كل منهما حسن

وأما مجاهد فقد قال الحافظ البيهقي ( الأسماء والصفات ص 309 )

" وأخبرنا أبو عبدالله الحافظ وأبو بكر القاضي قالا : ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، حدثنا الحسن ابن علي ابن عفان ، ثنا أبو أسامة ، عن النضر ، عن مجاهد في قوله عز وجل : " فأينما تولوا فثم وجه الله " سورة البقرة 115 قال : قبلة الله ، فأينما كنت في شرق أو أو غرب فلا توجهن إلا إليها " اهـ

وأما الإمام أحمد فقد روى البيهقي في مناقب أحمد عن الحاكم ، عن أبي عمرو بن السماك ، عن حنبل أن أحمد بن حنبل تأول قول الله تعالى : " وجاء ربك " سورة الفجر 22 ، أنه جاء ثوابه . ثم قال البيهقي : وهذا اسناد لا غبار عليه ، نقل ذلك ابن كثير في تاريخه ( البداية والنهاية 10 / 327 )

تأويل الإمام مالك رحمه الله تعالى ,روى الحافظ ابن عبد البر في التمهيد 7/143 وذكر الحافظ الذهبي في (سير أعلام النبلاء) 8/105 أن الإمام مالك أول النزول الوارد في الحديث بنزول أمره وهذا النص من السير: (قال ابن عدي:حدثنا محمد بن هارون بن حسان,حدثنا صالح بن أيوب حدثنا حبيب ابن أبي حبيب حدثني مالك قال: (يتنزل ربنا تبارك وتعالى أمره,فأما هو فدائم لا يزول)قال صالح:فذكرت ذلك ليحيي بن بكير,فقال حسن والله,ولم أسمعه من مالك),ورواية ابن عبد البر من طريق أخرى,وهذا التأويل مشهور عن الإمام مالك غني عن الإسناد فيه ولذلك نقله الإمام النووي في شرح مسلم 6/37 عنه قال الحافظ ابن حجر العسقلاني في شرحه على البخاري" وقال ابن العربي النزول راجع إلى أفعاله لا إلى ذاته بل ذلك عبارة عن مَلَكه الذي ينزل بأمره ونهيه." ثم قال: "والحاصل أنه تأوله بوجهين: إما بأن المعنى ينزل أمره أو الملك بأمره، وإما بأنه استعارة بمعنى التلطف بالداعين والإجابة لهم ونحوه. وحكى ابن فورك أن بعض المشايخ ضبطه بضم أوله على حذف المفعول أي يُنزِل ملَكا قال الحافظ ويقويه ما رواه النسائي من طريق الأغر عن أبي هريرة وأبي سعيد )) أن الله يمهل حتى يمضي شطر الليل الأول ثم يأمر مناديا يقول هل من داع فيستجاب له (( الحديث، وحديث عثمان بن أبي العاص عند أحمد ))  ينادي مناد هل من داع يستجاب له ((الحديث، قال القرطبي وبهذا يرتفع الإشكال فتح البارئ شرح صحيح البخاري – المجلد الثالث – كتاب الصلاة: باب الدعاء والصلاة من ءاخر الليل

1- تأويل سيدنا ابن عباس رضي الله عنه:1

 قوله تعالى : ( يوم يكشف عن ساق ) فقال رضي الله عنه : " يكشف عن شدة " فأول الساق بالشدة . ذكر ذلك الحافظ ابن حجر في " فتح الباري " ( 13 / 428 ) والحافظ ابن جرير الطبري في تفسيره ( 29 / 38 ) وقال: " قال جماعة من الصحابة والتابعين من أهل التأويل : يبدو عن أمر شديد " اه* .

2- قوله تعالى : ( والسماء بنيناها بأيد وإنا لموسعون) قال رضي الله عنه : "بقوة " نقله الحافظ ابن جرير الطبري ( 7 / 27 ) .

وقد نقل الحافظ ابن جرير في تفسيره ( 7/27) تأويل لفظة ( أيد ) الواردة في قوله تعالى :

( والسماء بنيناها بأيد وإنا لموسعون ) بالقوة أيضا عن جماعة من أئمة السلف منهم : مجاهد وقتادة ومنصور وابن زيد وسفيان .

3- وأول أيضا سيدنا ابن عباس " حبر الأمة و ترجمان القرآن "

النسيان الوارد في قوله تعالى : ( فاليوم ننساهم كما نسوا لقاء يومهم هذا ) "بالترك"،كما في تفسير الحافظ الطبري ( جزء 8 / ص 201 ) .

4- تأويل الإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه :1

- نقل الحافظ ابن كثير في " البداية والنهاية " ( 10 / 327 ) فقال : " روى البيهقي عن الحاكم عن أبي عمرو بن السماك عن حنبل أن أحمد بن حنبل تأول قول الله تعالى : ( وجاء ربك ) أنه : جاء ثوابه . . ثم قال البيهقي : وهذا إسناد لا غبار عليه " .

5- قال الحافظ الذهبي في " سير أعلام النبلاء " ( 10 / 578 ) :

( قال أبو الحسن عبد الملك الميموني : قال رجل لابي عبد الله - أحمد بن حنبل - : ذهبت إلى خلف البزار أعظه ، بلغني أنه حدث بحديث عن الاحوص عن عبد الله - بن مسعود - قال : " ما خلق الله شيئا أعظم من آية الكرسي . . . " وذكر الحديث ، فقال أبو عبد الله - أحمد بن حنبل - : ما كان ينبغي أن يحدث بهذا في هذه الايام - يريد زمن المحنة - والمتن : " ما خلق الله من سماء ولا أرض أعظم من آية الكرسي " وقد قال أحمد بن حنبل لما أوردوا عليه هذا يوم المحنة : إن الخلق واقع ههنا على السماء والارض وهذه الاشياء ، لا على القرآن ) . اه

6- روى الخلال بسنده عن حنبل عن عمه الامام أحمد بن حنبل أنه سمعه يقول :

( احتجوا علي يوم المناظرة ، فقالوا : " تجئ يوم القيامة سورة البقرة . . . . " الحديث ، قال : فقلت لهم : إنما هو الثواب ) اه* .

7 - - تأويل الامام البخاري رضي الله عنه:1

1- نقل الحافظ البيهقي في " الاسماء والصفات " ص ( 470 ) عن البخاري أنه قال :

" معنى الضحك الرحمة " اه* .

2- وقد نقل الحافظ ابن حجر " فتح الباري " ( 6 / 40 ) :

أول الامام البخاري رحمه الله تعالى الضحك بالرحمة.

8- تأويل الحافظ ابن حبان رضي الله عنه:

أول الحافظ ابن حبان في صحيحه ( 1 / 502 ) حديث :

" حتى يضع الرب قدمه فيها - أي جهنم - " فقال : " هذا الخبر من الاخبار التي أطلقت بتمثيل المجاورة ، وذلك أن يوم القيامة يلقى في النار من الامم والامكنة التي يعصى الله عليها ، فلا تزال تستزيد حتى يضع الرب جل وعلا موضعا من الكفار والامكنة في النار فتمتلئ ، فتقول : قط قط ، تريد : حسبي حسبي ، لان العرب تطلق في لغتها اسم القدم على الموضع .

قال الله جل وعلا : ( لهم قدم صدق عند ربهم ) يريد : موضع صدق ، لا أن الله جل وعلا يضع قدمه في النار ، جل ربنا وتعالى عن مثل هذا وأشباهه " اه*

9 - تأويل الامام مالك رحمه الله تعالى : وذكر الحافظ الذهبي في " سير أعلام النبلاء " ( 8 / 105 ): " قال ابن عدي : حدثنا محمد بن هارون بن حسان ، حدثنا صالح بن أيوب حدثنا حبيب بن أبي حبيب حدثني مالك قال :

" يتنزل ربنا تبارك وتعالى أمره ، فأما هو فدائم لا يزول " قال صالح : فذكرت ذلك ليحيى بن بكير ، فقال حسن والله ، ولم أسمعه من مالك " .

10- تأويل الحافظ الترمذي رحمه الله تعالى : ذكر الحافظ الترمذي في سننه ( 4 / 692 )

بعد حديث الرؤية الطويل الذي فيه لفظة " فيعرفهم نفسه " فقال : " ومعنى قوله في الحديث : فيعرفهم نفسه يعني يتجلى لهم " اه*

11- تأويل الامام سفيان الثوري رحمه الله تعالى :

ذكر الحافظ الذهبي في سير أعلام النبلاء ( 7 / 274 ) في ترجمة سيد الحفاظ في زمانه الامام الثوري أن معدان سأل الامام الثوري عن قوله تعالى : ( وهو معكم أينما كنتم ) قال : بعلمه.

قال الإمام الترمذي في حديث : (( .. لو انكم دليتم بحبل إلى الأرض السفلى لهبط على الله ، ثم قرأ ( هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم ) [ قال الإمام الترمذي ] : هذا حديث غريب من هذا الوجه .. وفسر بعض أهل العلم هذا الحديث فقالوا : (( إنما هبط على علم الله وقدرته وسلطانه ، وعلم الله وقدرته وسلطانه في كل مكان وهو على العرش كما وصف في متابه )) اهـ كلام الإمام الترمذي من كتاب ( تحفة الأحوذي ) طبعة قرطبة ـ الجلد التاسع ـ صفحة 187 .

الإمام الترمذي من السلف الصالح ، وصاحب السنن التي هي أحد الكتب الستة ، وهو يفسر هذا الحديث كما ترون ، بل وينقله عن غيره من أهل العلم

 اسمعوا كلام ابن تيمية : وهذا الكلام نقله ابن القيم في الصواعق 2/275 مقرا لشيخه

 المثال الثاني

روى الإمام البخاري في خلق أفعال العباد ص61 ونقله الحافظ أيضا في فتح الباري 13/477 قال

(( حدثنا محمد أنا عبدالله أنا محمد بن بشار عن قتادة عن صفوان بن محرز عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : بينما أنا أمشي معه إذ جاء رجل فقال : يا ابن عمر ، كيف سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر في النجوي ؟ قال : سمعته يقول : يدنو من ربه حتى يضع عليه كنفه ...... [ ثم قال البخاري ] قال ابن المبارك : كنفه يعني ستره )) اهـ باختصار

الإمام السلفي الكبير المجاهد الحافظ عبدالله بن المبارك يؤول ( الكنف ) يقول : يعني الستر

قال محقق كتاب ( النقض على بشر المريسي ) الدكتور : رشيد بن حسن الألمعي والذي قدم له عبدالعزيز بن عبدالله الراجحي يقول في ص748 بعد أن ذكر تأويل ابن المبارك

(( والصواب في هذه المسألة ـ والله أعلم ـ أن الكنف صفة من صفات الله كسائر صفاته لا يعلم كيفيته إلا هو ، فهو على ظاهره دون تأويل كما نقل ذلك ابن حامد عن الإمام أحمد )) اهـ

فهذا عبدالله بن المبارك إمام جليل من أئمة السلف يقول بهذا التأويل فيأتي هذا الغلام الخلفي من سلفية القرن الحادي والعشرين ليعلم الإمام ما هو الصواب ، بل ويلزمه بقول من هو من تلاميذ تلاميذه مما ينقله غير مأمون !!! فمن هو السلفي الآن ؟؟!!

المثال الثالث

لما روى الإمام الترمذي حديث إتيان البقرة وآل عمران كأنهما غمامتان قال

(( هذا حديث حسن غريب ، ومعنى هذا الحديث عند أهل العلم أنه يجيء ثواب قراءته ، كذا فسر بعض أهل العلم هذا الحديث وما يشبه هذا من الأحاديث أنه يجيء ثواب قراءة القرآن ، وفي حديث النوانس بن سمعان عن النبي صلى الله عليه وسلم ما يدل على ما فسروا إذ قال النبي صلى الله عليه وسلم : وأهله الذين يعملون به في الدنيا ، ففي هذا دلالة أنه يجيء ثواب العمل وأخبرني محمد بن إسماعيل أخبرنا الحميدي قال : قال سفيان بن عيينة في تفسير حديث عبدالله بن مسعود : ما خلق الله من سماء ولا أرض أعظم من آية الكرسي ، قال سفيان : لأن آية الكرسي هو كلام الله ، وكلام الله أعظم من خلق الله من السماء والرض )) ( تحفة الأحوذي 8 / 193 )

فهل استسلم الشيخ المباركفوري ( السلفي ) لكلام هذين الإمامين من أئمة السلف بلا شك ؟؟ لا بل قال متعقبا الإمام الترمذي بما نصه

(( في هذه الدلالة خفاء كما لا يخفى ) !!

وقال متعقبا سفيان بن عيينة بما نصه

(( وفي قول سفيان هذا نظر فإنه يلزم على هذا ألا تكون هذه الفضيلة مختصة بآية الكرسي بل تعم كل آية من آي القرآن لأن كلا منها كلام الله تعالى )) اهـ

فهذا المباركفوري الذي يدعى عليه بأنه سلفي صار يناقش السلف في استدلالاتهم وتوجيهاتهم وتأويلاتهم في العقيدة ومع هذا هو سلفي !!

المثال الرابع

روى الإمام الترمذي في جامعه الحديث المشهور : (( أنا عند ظن عبدي بي ... وإن أتاني يمشي أتيته هرولة )) ثم قال بعده

(( هذا حديث حسن صحيح ، ويروى عن الأعمش في تفسير هذا الحديث : ( من تقرب مني شبرا تقربت منه ذارعا ) : يعني بالمغفرة والرحمة ، وهكذا فسر بعض أهل العلم هذا الحديث قالوا إنما معناه يقول : إذا تقرب إلي العبد بطاعتي وبما أمرت تسارع إليه مغفرتي ورحمتي )) اهـ كلام الإمام الترمذي

( تحفة الأحوذي 10/64 )

إذن فالترمذي ـ وهو إمام من أئمة السلف بلا شك ـ يؤول الهرولة والإتيان والتقرب في هذا الخبر بأنه بالمغفرة والرحمة ، هذا قوله رحمه الله وتأويله وهو ينقله عن بعض أهل العلم ممن تقدمه منهم الإمام سليمان بن مهران الأعمش وهؤلاء من أئمة السلف بلا شك ،وقد تبع الإمام الترمذي والأعمش من أهل العلم ثلة : يقول العلامة أبو العلى المباركفوري رحمه الله في تحفته في ذكرهم :

(( وكذا قال الطيبي ، والحافظ العيني ، وابن بطال ، وابن التين ، وصاحب المشارق ، والراغب وغيرهم من العلماء .... وكذا فسره النووي وغيره كما عرفت )) اهـ

والآن من السلفي ؟؟ الذي يتبع السلف على الحقيقة ؟؟ ؟؟؟

ورحم الله اللقاني صاحب الجوهرة إذ يقول

وكل خير في اتباع من سلف ** وكل شر في ابتداع من خلف

0 komentar:

Post a Comment

 
Top